موت العرب
أستميحك عذراً قارئ كلماتي ...
فقد اتسخت مفردات اللغة العربية ...
كنت أبحث عن سيبويه وأبي تمام وأبي الأسود الدؤلي ....
أفنيت عمري بحثاً عن المعري والمتنبي ....
قرأت عنترة وعمرو بن كلثوم .....
تغنيت بالمهلهل ............. تغنيت بأبي فراس الحمداني
ولكن عندما فتشت أكثر ......... وجدت الغبار يعلو أحرف أبجديتي
رأيت حرف الضاد ضائع .. بحثت وفتشت فلم أعثر عن أثر له
سوى صورة أو رسم رثّ ... رأيت إطاراً ذهبياً فاستغربت
لمن يعود هذا الإطار ؟
فقال لي الحارس : كان هناك حرف يفتخر ويتباهى به من ينطقه ...... حتى القرآن نزل بلسانه
كان فيما مضى لسان حق ... لسان صدق
فدهشت أكثر . وقلت في سريرتي :
لمّ سرقوا الحرف ولم يسرقوا الإطار الذهبي؟
هل من سرقه كان أحمق ؟ ههههه
فقال لي : انتبه . احذر . أنت الأحمق الساذج المغرر بك .
فاستغربت أكثر . أ حرف أغلى ثمناً من الذهب ؟
قال : نعم كان حرفاً يميز العرب يميز النخوة والعزة والحمية
فقلت : أين هم هؤلاء العرب ؟ أين رحلوا ؟
قال : تعاقب عليهم الزمن وباتوا أشلاء ممزقة
باتوا رسماً بلا حركة ......... أضحوا جسداً بلا روح
تسمع عنهم في المحافل الدولية ..... تسمع بمنظمات حقوق الإنسان
تنادي بجرائمهم .... ترى اليهود يصرخون من وحشيتهم .....
تجدهم في غوانتنامو في سجن أبو غريب
إنهم الأسود والفهود المروضة .... إنهم في أقفاص السيرك العالمي
يجتمع رؤساء العالم للترفيه والترويح عن أنفسهم بعد عناء اليوم
ليتحدثوا عنهم .. إنهم الفهود في القفص
فقلت : أين سكنوا ؟ من أين جاؤوا ؟ ما تاريخهم ؟
فقال : إليك عني ... ابتعد ......... دعني في نسيانهم فقد أجهدت نفسي
وأفنيت عمري كي أرتاح منهم .
أنا يا ولدي منذ 1948 نسيتهم ولا أود السماع بذكرهم .
فلقد نشرت نبأ نعيهم ... ماتوا يا ولدي
ماتوا يا ولدي
بقلم
ABOaghiad2011
22/6/2011