من حقنا أن نفرح ونسعد بالفوز الرائع لرجال المنتخب المصري علي نسور نيجيريا حيث أكد رجالنا ان النسور لا تستطيع الطيران في سماء الفراعنة فعلا.
الفوز الرائع للفراعنة يؤكد حقائق كثيرة ويبرز تفوقا كرويا مصريا حقيقي لكن يجب ألا يخدعنا هذا الفوز الكبير بأي حال.. فالفوز حتي وان كان علي نسور نيجيريا بالثلاثة لا يعني اننا الأقرب للكأس بل مازلنا أحد المرشحين للفوز وعلينا ألا نني درس أنغولا في الافتتاح فقد تقدمت بأربعة أهداف حتي قبل النهاية بدقائق حيث تعادلت ومنيت شباكها بأربعة أهداف أخري.
في تصريح طريف لأحد النقاد الأوروبيين قال انه من الطبيعي ألا يوجد اثنان بدون ثلاثة.. فلماذا لا يحقق الفراعنة الثالثة علي التوالي.. لقد نجحوا بالفعل في تحقيق الانجاز أمام نيجيريا واصبحوا الأقرب لتحقيق الفوز بالثالثة الافريقية.
ولاشك انه برغم اننا نحذر ونطالب بالحذر وألا تجرفنا الفرحة بالفوز علي نيجيريا إلا اننا يجب ألا ننسي أو نتجاهل ان فريقنا بالفعل أحد الفرق الرائعة والمرشحة بقوة.. فالهدف الذي مني به مرمانا لم يؤثر لأننا أصحاب خبرة.. فكان هدف نيجيريا محفزا لنا لكي يعود الفراعنة إلي الملعب ونجحوا في التعويض وكانت الأهداف الثلاثة التي اعتمدت علي السرعة في الهجمات المرتدة وعلي القدرات الفردية والمهارات الهجومية.. وعلي الأداء الجماعي..
وأكدت المباراة ان "الدهن في العتاقي" فعلا فها هو احمد حسن يتألق ويؤكد انه الأفضل وانه صاحب الخبرة والجهد..!! عماد متعب هو الآخر استعاد لياقته الذهنية وكان نجما بشهادة الجميع.. وقاد زملاءه للفوز بأداء جميل جماعي مميزة.. وإذا كان الفوز علي نيجيريا يمثل مهمة أولي للفراعنة فإنها في حقيقة الأمر كانت رسالة واضحة للجميع ان الفراعنة مازالوا الأفضل والأقوي برغم عدم التأهل للمونديال بمباراة فاصلة ظالمة..!! ولعل أكثر من يستحق الإشادة هو حسن شحاتة "المعلم" الذي أعاد صياغة أداء الفراعنة بسهولة ولم يتأثر بغياب نجومه الكبار خاصة أبوتريكة وميدو وعمرو زكي بل قدم "جدو" ليكون نجما قادما وعبدالشافي ليكون أحد الفراعنة الجدد وقدم اسلوبا مميزا في الأداء.. ولعل أداء سيد معوض صاحب الفضل في الهدف الثاني دليل علي ان حسن شحاتة نجح في توظيف معوض باقتدار ليمارس هوايته المفضلة في الامدادات الهجومية. لقد كتبت احدي الصحف الفرنسية عن حسن شحاتة انه افضل مدرب وقالت انه فرض تغيير قواعد اختيار أحسن مدرب في القارة السمراء.. فلم يعد كافيا أن يكون المدرب قد قام بتدريب منتخب أوروبي أو ناد أوروبي شهير.. ولم تعد الجنسية الأوروبية هي كلمة السر في اختيار أحسن مدرب في القارة لكن يكفي أن يكون اسمك حسن شحاتة لتكون افضل مدرب في افريقيا. هذه الكلمات البسيطة المعبرة تعني شيئا واحدا وهو ان شحاتة المعلم الكبير كتب اسمه بحروف بارزة في سجل الأفضل لافريقيا بجدارة وانه قدم النموذج الجميل علي التفوق المصري عندما يحصل علي الفرصة كاملة وحرية العمل والابداع. أعرف جيدا انه من السابق لأوانه ان نفرح ونشيد وكما قلت في البداية انه يجب ألا ننسي مباراة أنغولا في الافتتاح وما حدث للفريق المضيف الذي تلقي أربعة أهداف في دقائق ليخرج متعادلا بعد أن أعلن فرحته الكبري بالفوز في الافتتاح.. ولكن ذلك لا يعني ان ننكر حق الجميع في الفرحة والسعادة وان نعلن حق المصريين في أن يفخروا بأبنائهم الذين شرفوا الكرة المصرية في افتتاح المونديال الافريقي وكانوا نجوما بالفعل وبكل المقاييس..!! نقطة أخري مهمة وهي انه لا يكفي أن تكون محترفا في أوروبا لكي تصبح نجما.. المهم أن تكون صاحب موهبة ومخلصا وصادقا مع نفسك لكي تحقق الانجازات ليس في مجال الكرة وحدها.. بل في جميع مجالات الحياة.. ونقطة أخيرة وهي اننا يجب ألا نتوقف عند محطة واحدة سواء كانت خسارة أو فوزا فكما لم نقف عند خسارتنا أمام الجزائر وعدم تأهلنا للمونديال.. فيجب ألا نتوقف عند الفوز علي النسور.. بل الطريق مازال طويلا للاحتفاظ بالكأس الأفريقية وهو أمر ليس مستحيلا مع هذه المجموعة الرائعة وجهازهم الفني القدير! *نقلاً عن صحيفة "الجمهورية" المصرية |