نـدامـة الـكُـســـعـي
كان من حديث محارب بن قيس الكسعي أنه كان يرعى إبلا ًله بواد معشب ؛
فبينما هو كذلك إذ أبصر قطعة من شجر النبع المعروف بقساوة أغصانها ، في
صخرة فأعجبته فجعل يتعهدها ويرصدها ؛ حتى إذا أدركت قطعها وجففها؛ فلما
جفت اتخذ منها قوسا ..ثم دهنها وعلق فيها الوتر ، و عمد إلى ما كان من
برايتها فجعل منها خمسة أسهم ، و في يوم من الأيام أراد أن يجرب قوسه
الجديد فخرج للصيد إلى موضع يقف فيه الصائد على موارد ماء لبقر الوحش و
الظباء و بقربها ارض صخرية فتربص فيها ..و عندما أدركه الليل بات في نفس
المكان ، و بعد وقت سمع صوت قطيع .. فنظر فإذا هو قطيع من الظباء يسعى
لمورد الماء .. إستل سهمه الأول و أطلقه فرأى سهمه يصيب الصخر وتقدح منه
النار فظن أنه أخطأ الهدف .. و أطلق سهمه الثاني .. أيضا ً أصاب الصخر و
تطاير منه الشرر..و أطلق السهم الثالث و الرابع و الخامس .. و في كل مرة
يحصل الشئ نفسه .. و عندما نفذت سهامه الخمسة ظن أنه لم يصب من القطيع
شيئا ً.. فأنشد يقول لائما ً قوسه :
أبعد خمس قد حفظت عدها ..... أحمل قوسي وأريد وردها
أخزى الإله لينها وشدها ..... والله لا تسلم عندي بعدها
ولا أرجي ما حييت رفدها
ثم عمد إلى قوسه ، فضرب به حجرا فكسره .. فلما أصبح نظر فإذا خمس من
الظباء مطروحة حوله مصرعة ، وأسهمه نافذة منها إلى الصخر !!.. فندم ندما ً
شديدا ً على تسرعه بكسر قوسه، وشد على إبهامه فقطعها ، وأنشأ يقول :
ندمت ندامة لو ان نفسي ...... تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني ..... لعمر أبيك حين كسرت قوسي
كان من حديث محارب بن قيس الكسعي أنه كان يرعى إبلا ًله بواد معشب ؛
فبينما هو كذلك إذ أبصر قطعة من شجر النبع المعروف بقساوة أغصانها ، في
صخرة فأعجبته فجعل يتعهدها ويرصدها ؛ حتى إذا أدركت قطعها وجففها؛ فلما
جفت اتخذ منها قوسا ..ثم دهنها وعلق فيها الوتر ، و عمد إلى ما كان من
برايتها فجعل منها خمسة أسهم ، و في يوم من الأيام أراد أن يجرب قوسه
الجديد فخرج للصيد إلى موضع يقف فيه الصائد على موارد ماء لبقر الوحش و
الظباء و بقربها ارض صخرية فتربص فيها ..و عندما أدركه الليل بات في نفس
المكان ، و بعد وقت سمع صوت قطيع .. فنظر فإذا هو قطيع من الظباء يسعى
لمورد الماء .. إستل سهمه الأول و أطلقه فرأى سهمه يصيب الصخر وتقدح منه
النار فظن أنه أخطأ الهدف .. و أطلق سهمه الثاني .. أيضا ً أصاب الصخر و
تطاير منه الشرر..و أطلق السهم الثالث و الرابع و الخامس .. و في كل مرة
يحصل الشئ نفسه .. و عندما نفذت سهامه الخمسة ظن أنه لم يصب من القطيع
شيئا ً.. فأنشد يقول لائما ً قوسه :
أبعد خمس قد حفظت عدها ..... أحمل قوسي وأريد وردها
أخزى الإله لينها وشدها ..... والله لا تسلم عندي بعدها
ولا أرجي ما حييت رفدها
ثم عمد إلى قوسه ، فضرب به حجرا فكسره .. فلما أصبح نظر فإذا خمس من
الظباء مطروحة حوله مصرعة ، وأسهمه نافذة منها إلى الصخر !!.. فندم ندما ً
شديدا ً على تسرعه بكسر قوسه، وشد على إبهامه فقطعها ، وأنشأ يقول :
ندمت ندامة لو ان نفسي ...... تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني ..... لعمر أبيك حين كسرت قوسي