قبل عدة أيام كانت البوصلة تتجه إلى أن الاتحاد سيطيح بالأرجنتيني جابرييل كالديرون، ولذا لم يكن مفاجئاً أن يأتي البيان الاتحادي متضمناً توجيه الشكر للمدرب على ما قدمه للفريق في شبه اعتراف أن الإدارة كانت مغلوبة على أمرها في قرارها، وأنها أقدمت على القرار ليس لأن المدرب لم يعد قادراً على خدمة الفريق، وليس لأنه لم يعد يملك جديداً يمكن أن يفيد.
تحدث البعض عن مؤامرة للإطاحة بالمدرب، ورأى آخرون أن تضخم النجوم في الاتحاد بات أقوى من أن تنجح الإدارات في التعاطي معه، أو أن تصمد في مواجهته، ولأني لا أريد الانضمام إلى هذا الفريق أو ذاك، فإنني أذهب بعيداً لأطرح تساؤلاً عن المواصفات التي يجب أن يستحوذ عليها المدربون العاملون في أنديتنا ليضمنوا الاستمرار، وما هي أوراق الاعتماد التي عليهم تقديمها ليضمنوا عدم تلطيخ سجلاتهم بالإقالات التي باتت من الصفات الملازمة لكرتنا.
تؤكد التقارير الرقمية أن كالديرون حقق حضوراً طيباً مع الاتحاد، وقاده إلى لقب الدوري في الموسم الماضي، ووصل معه إلى نهائي دوري الأبطال الآسيوي، وأتاح الفرصة لبروز جملة من المواهب، وفي هذا نجاح على مستوى النتائج، ومستوى البناء، وهو المطلوب في اعتقادي من أي مدرب، إلا أنه ليس المطلوب للاتحاديين على ما يبدو، إذ لابد أن يرضى النجوم عن المدرب ليضمن البقاء، وبمجرد اختلافهم معه سيكون من السهل أن يجبر على دفع الفاتورة، وهذا ما ذكرته منذ فترة في هذا الموضع حينما أشرت إلى أن مدرباً تقبل قرار الإطاحة به بكل بساطة، مشيراً إلى أن الإدارات يصعب أن ترحل، وإلى أن الإطاحة باللاعبين يندر أن تحدث، وبالتالي فإن الأسهل والأولى أن يرحل المدرب. قد يرى كثيرون أن لكالديرون أخطاءه الكثيرة، واتفق معهم في ذلك، وأرى أن أخطاءه كلفت الفريق بعض النقاط، وقد يرى البعض أنه استفاد من كوكبة من النجوم الذين يتوفر عليهم الفريق، وهذه حقيقة دوره في اعتقادي وليس عيباً في أدائه، لكن من المؤسف أن الإطاحة به لم تأت عقب هذه الأخطاء حتى تكون مبررة، بل جاءت في وقت، وفي ظرف سيكرس أن النجوم في الاتحاد فوق الجميع، وهذا ما قد تكون له عواقب باهظة الثمن على المدى البعيد. |